
محمد صالح
تشهد "المدينة القديمة" في عاصمة الجنوب صيدا , فعاليات وانشطة حيوية مرتبطة بشهر رمضان المبارك .. هذه الفعاليات والانشطة تتجدد من عام الى عام , تبدا مع حلول الشهر الفضيل وتنتهي فعاليتها وحيويتها بانتهائه .
انها صيدا القديمة بما تختزنه بكل تفاصيلها العمرانية من ماضي تراثي عريق وسياحي واعد بشكل دائم , وطراز بنائي قديم وجميل قلّ نظيره.
هذه المدينة القديمة تحولت على مدى اعوام مضت الى " مدينة رمضانية بإمتياز" , ومقصدا لكل مقيم وزائر ووافد اليها من محيطها القريب والبعيد .. بعد ان ذاع صيتها بما تمتاز به وتوفره لزائرها في رمضان .
صيدا القديمة , وبفضل كل من سهر عليها في الماضي من مؤسسات وجمعيات بالتعاون مع البلدية , ويسهر اليوم على على غرار ما تقوم به "جمعية محمد زيدان للانماء" لإبقاء جمالها السياحي , وحافظا على رونقها التراثي , وطرازها المعماري , مع ترميم الحارات القديمة والاحياء الداخلية وواجهتها البحرية ونظافتها البيئية يوميا بالتعاون مع البلدية . يكون قد ساهم بشكل فعال بإيصالها الى ما هي عليه الان وجعل القاصي والداني يتحدث عنها.
و"صيدا القديمة" هذه وفرّت لمن يسهر في ساحاتها ويتجول في زواريبها الضيقة وازقتها المتعرجة متنقلا بين "عقد البناء الرملي التراثي الجميل" كل ما يطلبه ان كان بالنسبة للانشطة من أمسيات طربية وتراثية ورقص مولوي او اناشيد دينية او معارض فنية وأنشطة متنوعة ومختلفة .
في هذه الليالي الرمضانية يتواصل ليل المدينة بنهارها , كل وافد اليها يجد ضالته المنشودة في مقصده , وهذا الامر يعود لما وفّرته بلدية صيدا بشخص رئيسها الدكتور حازم بديع وتعاونه المنتج مع القوى والفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتنسيقه الدائم مع رعاة هذه النشاطات ك"مؤسسة الحريري" والجمعيات الاهلية والكشفية والبيئية المعنية بهذه الفعاليات الرمضانية لتقديم صيدا القديمة بابهى صورها.
في ليالي صيدا الرمضانية استحوذ خان الإفرنج على فعاليات موسم " صيدا مدينة رمضانية 2025 " التي تنظمها مؤسسة الحريري بالتعاون مع البلدية حيث تحتضن جنباته وفنائه الخارجي واروقته الداخلية امسيات رمضانية متعددة ومعارض وأنشطة مختلفة .
وقد سجلت أرقام الوافدين الى الخان خلال أربعة أيام فقط دخول نحو 3000 زائر حضروا مختلف الأنشطة التي أقيمت ضمن هذه الفعاليات ، وفق احصاءات "مؤسسة الحريري".
وقد أقامت "المؤسسة" مولداً رمضانياً أحياه المنشد أحمد بركات وفرقته في الباحة الرئيسية للخان أمام جمهور كبير من المواطنين بحضور السيدة بهية الحريري ومدعوين حيث قدم بركات والفرقة وعلى مدى اكثر من ساعة وصلات انشادية ومدائح نبوية وابتهالات دينية من وحي الشهر الكريم ، ورافق بعضها لوحة "المولوية".
وفي هذا الصدد سجل تواجد فعّال لفعاليات المدينة ورعاة الانشطة الرمضانية سيما لرئيس البلدية الدكتور بديع الذي يطلع على كل شاردة وواردة في صيدا القديمة لمواكبة هذه الانشطة والفعاليات متابعا ومواكبا التفاصيل مع الجمعيات الاهلية المعنية والجهات المختصة .. وللسيدة بهية الحريري حضورها الدائم في خان الافرنج متفقدة الانشطة التي تقام فيه وتتجول بين الناس وتطلع على "أسواق الخان" بما تضمنته من مشغولات ومطرزات يدوية . مع العلم ان "أسواق الخان" شهدت حركة ناشطة على مدى اربعة ايام مسجلة حضوراً واسعاً من المدينة وخارجها، جالوا على معرضي الحرف والمأكولات وواكبوا وشاركوا في الأنشطة المرافقة ، ومن ضمنها الأنشطة المخصصة للأطفال وعي عبارة عن معرض للحرف يشارك فيه 55 عارضاً وجمعية" وسوق للمأكولات بمشاركة 11 مؤسسة وعارضاً) ..
كذلك الامر بالنسبة الى "ساحة باب السراي" التي تعتبر عنوان ليالي رمضان في صيدا القديمة , والتي تستقطب بدورها زوارا من كل حدب وصوب , بحيث بات عرفا" او من المتعارف عليه بان على كل من يزور صيدا في رمضان ان يعرّج على ساحة باب السراي حيث التواجد الليلي الكثيف والسهر وتناول الماكولات الرمضانية الشعبية الصيداوية مع اخذ "نفس ارغيلة" .
فرقة المادحين
كما اقيم في المدينة القديمة أمسية انشادية بعنوان "ليالي الخير" أحيتها فرقة المادحين (الأخوين مزرزع) من تنظيم "مفوضية الجنوب في جمعية الكشاف المسلم" بالتعاون مع "مؤسسة الحريري"، وحضرها نائب رئيس المكتب السياسي ل"الجماعة الإسلامية" الدكتور بسام حمود وحشد من الفعاليات الكشفية والإجتماعية واهالي المدينة وزوارها.
وقدمت الفرقة باقة من الأناشيد والمدائح والتواشيح الدينية ولوحة المولوية . وتخلل الأمسية تلاوة عطرة من القرآن الكريم وكلمة ترحيب من القائدة ميسون عنتر.
معرض "صيدا في القلب"
وكان رئيس بلدية صيدا الدكتور حازم خضر بديع قد رعى إفتتاح معرض "صيدا في القلب" الذي ضم لوحات رسم للفنانة التشكيلية دلال العزي القيسي ، ولوحات للمصور الفوتوغرافي محمد الظابط، والذي أقيم في مكتب بلدية صيدا – الكائن في ساحة باب السراي في صيدا القديمة . بحضور السيدة بهية الحريري وفعاليات وعدد من ممثلي هيئات المجتمع المدني.
ولوحات الرسم والصور الفوتوغرافية المعروضة، تحكي عن صيدا وبحرها وقلعتها البحرية ومعالمها التراثية والمعمارية.
ونوه بديع بجهود القيسي والظابط معتبرا بأن هذه اللوحات تجسد ما تكتنزه أروقة وحارات ومنازل وساحات المدينة القديمة ، وتقدمها بأبهى حلة جميلة تجسد عنوان المعرض " صيدا في القلب".











