
محمد صالح
يتوجه غدا السبت الناخبون في مدينة صيدا الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم وانتخاب المجلس البلدي العتيد للمدينة لمدة ستة سنوات.
معركة صيدا غدا سترسم معالم المعركة النيابية بعد عام , انها معركة البيوتات الصيداوية السياسية على الخيارات والارادات في المدينة لا وقوف على الحياد فيها ؟ .
يبلغ عدد الناخبين المسجلين في لوائح الشطب في صيدا حوال 70 الف ناخب , سيقترعون ل21 مرشح يشكلون اعضاء المجلس البلدي من بين 96 استمروا في ترشحهم ,موزعين على خمسة لوائح انتخابية هي :
لائحة «نبض صيدا» برئاسة المهندس محمد دندشلي , ولائحة «سوا لصيدا» برئاسة المهندس مصطفى حجازي ، ولائحة «صيدا بدها ونحنا قدها» برئاسة الصيدلي عمر مرجان ، لائحة «صيدا بتستاهل» وهي غير مكتملة ومؤلفة من 16 مرشحاً من دون رئيس ، ولائحة «صيدا تستحق» برئاسة المهندس مازن البزري، وهي مؤلفة من 7 مرشحين ؟
وانتخابات بلدية صيدا غدا ليست نزهة ابدا , هي معركة بكل ما في الكلمة من معنى , معركة حتى على الصوت الواحد . معركة تداخلت فيها كل العوامل مجتمعة , لذا فانها من اشرس المعارك البلدية التي شهدها لبنان في العام 2025 .
صحيح ان معركة بلدية صيدا هي عرس ديموقراطي ,انمائي بيئي بلدي .. ولكن انخرطت وتداخلت فيها العوامل السياسية من اوسع ابوابها وطغت على كونها معركة بلدية وتحولت الى ثارات سياسية بغطاء بلدي , ولوي اذرع وتحد بين البيوتات السياسية في المدينة, استعدادا للمعركة النيابية المقبلة..والاصابع السياسية في معركة بلدية صيدا فعلت فعلها وتركت بصمات جلية ستترجم غدا في صناديق الاقتراع بعد تحريك الماكينات الانتخابية المجمدة ؟.
هي معركة قد يكون ل"التشطيب" مكان واضح فيها في كل اللوائح, فهناك الكثير من المواطنين سيعمدون الى تشكيل لائحتهم بنفسهم في بيوتهم ... هذا باستثناء "البلوكات" الحزبية التي جرى شد عصبها في الساعات الماضية وستصب دفعة واحدة وكتلة ناخبة صلبه في صناديق الاقتراع.
لائحة "نبض البلد"
وفي التفاصيل المتعلقة بكل رئيس لائحة , فان المهندس محمد دندشلي "ابو سلطان" يتراس لائحة "نبض البلد" التي تحظى بدعم من الامين العام ل"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور اسامة سعد الذي كان قد اشترط عدم تضمين اللائحة اية اعضاء حزبيين وبابعاد السياسة والمحاصصة عن اللائحة وحصر برنامجها بالعمل التنوي البلدي فقط .
كما ان هذه اللائحة مدعمومة من المستقلين والفعاليات والشخصيات التي ترغب بالتجديد وبوضع حد لكل انماط العمل البلدي السابق , اضافة الى كونها مدعومة من العائلات الصيداوية وهيئات المجتمع المدني والمؤسسات الاهلية وغيرها .
والمهندس محمد دندشلي شخصية صيداوية عامة في المدينة وهو مستقل , وبنفس الوقت ليس طارئا ابدا على العمل العام, ومعروف عنه في صيدا بمقاربته للمسائل الانمائية والبلدية والاقتصادية والبيئية والحيوية والتراثية .. وتطرقه الى ملف الواجهة البحرية لصيدا منذ سنوات طويلة , ودائما مقارباته بلغة نقدية , يرفض المخالفات ويسعى للافضل في كل المشاريع التي تحتاجها المدينة .
ويقول كل من عرفه بان المهندس دندشلي هامه وقامه صيداوية , كما يتمتع ب"كاريزما" تؤهله لخوض هذا الاستحقاق البلدي وتولي سدة المسؤولية فيه بالنظر الى معرفته الواسعة بالمواضيع العامة في صيدا طوال العقود الماضية...
"سوا لصيدا"
اما لائحة "سوا لصيدا" التي يراسها المهندس مصطفى حجازي فقد تاخرت في الاعلان عن نفسها وفي الدخول في السباق الانتخابي .. لكنها شغّلت محركاتها بسرعة وحجزت مقعدا لها بين المنافسين الكبار .. وبسرعة ايضا عملت على تاليف اللائحة وشمرت عن سواعدها ونزلت الى الميدان ..
والمهندس حجازي عضو في المجلس البلدي لمدة 15 سنة ومعروف عنه من زملائه في البلدية بقدرته على العمل , الذين يشهدون له بانه متابع ومثابر بشكل حثيث لكل الملفات البلدية التي تسند اليه.
ولائحة "سوا لصيدا" هي الوحيدة التي عرف منذ لحظة تشكيلها ليس رئيسها فحسب , انما نائب الرئيس ايضا وهو الطبيب وجراح الاسنان الصيداوي المعروف الدكتور احمد سعيد عكرة , نجل عضو المجلس البلدي الاسبق الدكتور سعيد عكرة , وصهر رجل الاعمال مرعي ابو مرعي .
والمهندس حجازي والدكتور عكرة لم يترشحا لخوض هذا الاستحقاق من فراغ , ولهما علاقات عامة وشخصية بين العائلات الصيداوية والاوساط الشبابية , اضافة الى اطلاع حجازي على ملفات البلدية عن كثب كونها امتداد لمرحلة ونهج رئيس البلدية السابق المهندس محمد السعودي , وكان فاعلا في المرحلة المقتضبة التي تسلم فيها الدكتور حازم بديع مهمام رئاسة البلدية ومطلع على العمل البلدي والمشاريع التي بوشر فيها وبحاجة لاستكمالها.
ناخب "المستقبل"
وهذه اللائحة مدعومة مباشرة ام غير مباشرة , من فوق الطاولة او من تحتها من المجموعات والعائلات الصيداوية الناخبة المحسوبة على "تيار المستقبل" .
ومن راقب مهرجان اعلان لائحة "سوا لصيدا" بالامس في منطقة البستان الكبير في صيدا يتبين له حجم التواجد الفعلي والتاثير المباشر والحضور الفعال للناخبين المحسوبين على "التيار الازرق"..
اضافة الى انها مدعومة من رئيس بلدية صيدا السابق المهندس محمد السعودي , ورجل الاعمال مرعي ابو مرعي , والمهندس يوسف النقيب الذي تم تجهيز "ماكينته الانتخابية" بعد رفدها ب"مفاتيح" العائلات الناخبة "المستقبلية" وانخراطها الفعلي بآليات العمل الانتخابي..
"صيدا بدها ونحن قدها"
ولائحة "صيدا بدها ونحن قدها" وهي برئاسة الدكتور الصيدلي عمر محمد مرجان الذي بكّر قبل كل منافسيه في الاعداد لهذا السباق الانتخابي في صيدا , وجهّز فريق العمل وأعد العدة كاملة من الالف الى الياء الانتخابية بكل حرفية , مع حملة اعلانية ترويجية واسعة جدا للائحته وشعاراتها , حملة قلّ نظيرها وهي غير مسبوقة في اية انتخابات مرت على صيدا.
والصيدلي مرجان تحوّل خلال ايام من صيدلي يدير مؤسسة صيدلانية ناجحة في صيدا تتعاطى مع مرضى ووصفات ادوية .. الى شخصية عامة تتحدث عنها كل الاوساط والفئات الصيداوية باهتمام.. وذلك نظرا لعمله الدؤوب وسعيه الحثيث لكسب هذا الاستحقاق والفوز بالبلدية , وهذا طموح يتمناه , وقد أعد برنامجا متكاملا لهذه الغاية. اضافة الى جيل الشباب الذي توجه اليه في خطابه وبرنامجه وتحدث معه بلغته بشكل شخصي او من خلال وسائل التواصل الاجتماعي .
وقد واكبت عملية ترشح مرجان الى الانتخابات شائعات كثيرة واقاويل يومية عن مصادر التمويل والجهة الراعية والداعمه والموجهه لحملته الانتخابية, وتساؤلات كثيرة حول من يقف خلفه ويتبناه ويرسم له طريقه الانتخابي وغيرها من تساؤلات كثيرة.
الا ان مرجان رد على كل ما يطاله من شائعات ونفاها جملة وتفصيلا قائلا "هذه اللائحة مدعومة من أبناء صيدا وحدهم .. ونحن نرفض الاتهامات والشائعات والضغوطات التي تساق ضد لائحتنا"...
اي دور للبزري
والدكتور مرجان شخصية مستقلة ,ولكن يتردد في صيدا على نطاق واسع وبين مختلف الاوساط بانه مدعوم انتخابيا من النائب الدكتور عبد الرحمن البزري وماكينته الانتخابية .. من فوق الطاولة ام تحتها مباشرة ام غير مباشرة .. علما ان البزري لم يعلن ولم يفصح علانية عن توجهه الانتخابي مع هذا او ذاك ... كما انه مدعوم ايضا من عائلات صيداوية ومن الفئات الشبابية الراغبة بالتغيير في المدينة .
"صيدا بتستاهل"
ولائحة "صيدا بتستاهل" وهي لم تسم رئيسا لها وغير مكتملة مكونة من 16 مرشحاً , ومدعومة بشكل مباشر من "الجماعة الإسلامية" ومن عائلات وفعاليات صيداوية .
و"الجماعة الاسلامية" تخوض الاستحقاق الانتخابي البلدي هذه المرة من دون ان تتمكن من صوغ تحالف مع اي من اللوائح المنافسه , فقررت المواجهة المباشرة وخوض الاستحقاق علانية وبشكل واضح وعينها على "بلوك" المحازبين الذي سيصب كتلة ناخبة صلبة في صناديق الاقتراع , اضافة الى اصوات العائلات التي تدور في فلكها , مع اصوات فعاليات وشخصيات وهيئات اسلامية اخرى .
----
بالمحصلة اللعب على الاوراق الانتخابية في صيدا بات مكشوفا ودخل مرحلة ال"الصولد واكبر" وتوجه وخيار الناخبين "المستقبليين" كمواطنين لهم حق الاقتراع يجب التوقف عنده, لانه يعطي دلالة واضحة على ان هناك ايعاز ما , او توجه او "قبّة باط" قد اعطيت ل"التيار الازرق" وصوتهم الذي سيصب ربما لمصطفى حجازي ولائحته , ام سيقترعون لاسماء من لائحته ومن خارجها ؟. ..كما ان الصوت المسيحي المتواجد خارج المدينة له تاثيره في هذه المعركة , وما اذا كان سيشارك بكثافة في هذا الاستحقاق .. جميعها مؤشرات لها علاقة بالتحالفات الانتخابية النيابية المقبلة ؟.







