محمد صالح

منذ مغادرتها قصر مجدليون في منطقة صيدا قبل مدة وجيزة , وتركه لإبن شقيقها الشيخ بهاء الحريري بصفته وارث هذه الدار من تركة والده الشهيد رفيق الحريري.. تعمل بهية الحريري وتعد لاطلالة قوية وحاشدة من دارتها القديمة – الجديدة الكائنة في الهلالية , والبداية ستكون بعد يومين في 3 ايلول الجاري من خلال دعوتها للمئات من سيدات صيدا وجوارها لمشاركتها احياء مناسبة عيد المولد النبوي الشريف في دارتها الجديدة , في الهلالية.

وتشير المصادر ان هذه الاطلالة من هلالية عاصمة الجنوب صيدا ان بالشكل او بالمضمون هي بمثابة اعلان غير مباشر من بهية الحريري للجميع بانها ماضية باصرار وعناد اكثر من اي وقت مضى في رفع لواء "الحريرية السياسية" في صيدا ولبنان , والتي ارسى قواعدها وبناها الشهيد رفيق الحريري منذ دخوله عالم السياسة وولادة اتفاق الطائف وصولا الى لحظة استشهاده وما بينهما مسيرة حافلة بكل ما في الكلمة من معنى على كافة المستويات .

علما انه خلال تلك المسيرة الحافلة ل"الحريرية السياسية" كانت بهية الحريري اول من حمل مشعلها في لبنان وصيدا تحديدا ..

.. في مطلق الاحوال لم يكن بالامر الهيّن او السهل على بهية الحريري ان تترك قصر مجدليون مهد "الحريرية السياسية" في لبنان .. فهناك بين جدران تلك الدار ولد "الحلم السياسي" وانطلق من صيدا ووصل الى مرحلة "تيار سياسي" كبير "تيار المستقبل" ولعب اداوارا مختلفة وانخرط في رسم الخطوط العريضة للسياسة اللبنانية بشراكة محلية وعربية ودولية..

ومع ذلك غادرت بهية الحريري قصر مجدليون وتركته.. الا انها لم ولن تغادر ابدا "الحريرية السياسية" وتموضعت في مربعها .. وها هي تعد العدة لابلاغ الجميع بانطلاقتها من دارة الهلالية والبداية كما اسلفنا في الثالث من الجاري اي بعد يومين باحتفال ذكرى المولد النبوي ..

وتلفت المصادر الى انه منذ مدة ليست ببعيدة , ومنذ مغادرتها قصر مجدليون وبهية الحريري تستقبل ضيوفها وتعقد اجتماعاتها مع الوفود التي تزورها في مقر "مؤسسة الحريري" الواقع في "ثانوية رفيق الحريري" في صيدا..فلا يمض يوم الا وتقوم بنشاط متعدد الأوجه تربوي , اجتماعي , اقتصادي وعلى كل المستويات, اضافة الى لقاءات وزيارات للسياسيين والمرجعيات والفعاليات من وزراء ونواب وغيره , لدرجة انها لا تترك مناسبة الا وتشارك فيها ,ان كانت في صيدا ومنطقتها وصولا الى جزين ؟.

ففي كل خطوة من خطوات بهية الحريري هذه الايام رسالة سياسية للقريب وللبعيد باننا لن نخلي الساحة السياسية ولن نغيب عنها,  وتبدو في كل خطواتها بانها في صراع مع الوقت , خاصة في الاشهر الفاصلة عن موعد الاستحقاق النيابي (ان حصل في موعده) , لذا فإنها تخوض حاليا معركتها السياسية بنفسها , لانه بالنسبة لها هي معركة اثبات الوجود السياسي اولا واخيرا , وقبل اي شيء آخر معركة عدم اقفال بيت "الحريرية السياسية" في صيدا ولبنان..

في المقابل هناك من يؤكد في عاصمة الجنوب صيدا , انه حتى تاريخه فإن كل الدلائل والمعطيات تشير الى ان بهية الحريري ستخوض غمار الاستحقاق النيابي دون هوادة , وقد بدات فعليا باعداد عدة المعركة منذ الان... لكن بنفس الوقت فانها تتطلع وترصد وتترقب الخطوات او القرارات المقبلة التي قد يقدم عليها الرئيس سعد الحريري بهذا الصدد ؟ .

في المحصلة تعود المصادر لتؤكد انه بالنسبة للسيدة بهية الحريري فان معركتها متعددة الاوجه ’ منها ما يتعلق بوجود "الحريرية السياسية" من عدمه في لبنان , لذا معركتها الان هي للحفاظ على "ارث" و"تركة" الشهيد رفيق الحريري السياسية وعدم المساهمة بتبديدها او تلاشيها , ولهذه الاسباب فان الاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل بالنسبة لها عنوان العودة الى العمل السياسي في صيدا والجنوب ولبنان من الباب العريض ... وذلك حتى لا يضيع برمشة جفن كل ما بناه رفيق الحريري ويصبح مجرد ذكرى سنوية.