
طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل صباح اليوم في قصر بعبدا ، تصدي الجيش لاي توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين.
واطلع العماد هيكل رئيس الجمهورية على تفاصيل التوغل الإسرائيلي الذي حصل ليل امس في بلدة بليدا واستشهاد احد العاملين في البلدية إبراهيم سلامة خلال قيامه بواجبه المهني.
واعتبر الرئيس عون ان "هذا الاعتداء الذي يندرج في سلسلة الممارسات الاسرائيلية العدوانية ، اتى بعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) التي يفترض إلا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على اسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية" .
وكانت قوة إسرائيلية قد توغلت قرابة الاولى والنصف بعد منتصف الليل، داخل بلدة بليدا لمسافة تتجاوز الألف متر عن الحدود، مدعومة بعدد من الآليات العسكرية و"ATV". وقد اقتحمت القوة مبنى البلدية بليدا، حيث كان يبيت داخله الموظف البلدي إبراهيم سلامة، الذي أقدم جنود العدو على قتله.
وخلال العملية، أفاد الأهالي بسماع أصوات صراخ واستغاثة صادرة من المبنى، فيما استمر التوغل حتى الساعة الرابعة فجراً، قبل أن تنسحب القوة المعتدية. عندها، دخل الجيش اللبناني إلى المبنى، حيث تم نقل جثة الشهيد سلامة بمساعدة الدفاع المدني اللبناني إلى المستشفى.
وقد اعتبر رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام على منصة "إكس": ان التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها. أتقدّم بالتعازي الحارّة إلى عائلة الشهيد إبراهيم سلامة الذي اغتيل أثناء قيامه بواجبه. كلّ التضامن مع أهلنا في الجنوب والقرى الأمامية الذين يدفعون يوميًا ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها. نتابع الضغط مع الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية لضمان وقف الانتهاكات ".
من جهته شجب وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار في بيان، "الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في حق موظف بلدية بليدا ابراهيم سلامة، بإطلاق النار عليه داخل مبنى البلدية أثناء تأديته لواجبه مما أدى إلى استشهاده"، معتبرا أن "هذا الاعتداء يُعدّ انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان". وشدد على "ضرورة وقف الاعتداءات بحق المدنيين والمنشآت العامة". وأكد "وقوف الوزارة إلى جانب أهالي بليدا والبلديات والموظفين في مختلف المناطق، الذين يواصلون عملهم رغم كل المخاطر والظروف الصعبة".
واستنكرت بلدية بليدا في بيان"الاعتـداء السافر على السيادة والكرامة الوطنية والجريمة النكراء التي ارتكبها العـدو الإسـرائيلي في بلدة بليدا"، وأعلنت تنظم اوقفة استنكارية أمام مبنى البلدية اليوم "اعتراضاً على غياب الدولة وتقاعسها عن قيامها بواجباتها من حماية الأرض والشعب والتصدي للعـ.دوان، وتأكيدا لغياب اليونيفيل ولجنة الاشراف على تطبيق قرار وقف اطلاق النار عن القيام بواجباتهم التي وُجدوا في لبنان لأجلها".
كما استنكر "تجمع بلدات الجنوب" في بيان "استباحة العدو الإسرائيلي للأراضي اللبنانية ودخوله إلى نطاق بلدية بليدا، في انتهاكٍ صارخٍ وخطيرٍ بحق المواطنين المدنيين والمنشآت البلدية المدنية، وهو عمل عدواني يشكّل خرقاً فاضحاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية".ودعا البيان "الدولة اللبنانية، جيشاً ومؤسسات، وكذلك المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، إلى تحمّل مسؤولياتهم في إدانة هذا الاعتداء الخطير واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين والمنشآت العامة في الجنوب اللبناني"، كما دعا "البلديات على امتداد الوطن الى وقفة تضامنية مع بلدية بليدا العاشرة من قبل ظهر يوم غد الجمعة أمام محافظة النبطية".


