محمد صالح
يعاني لبنان هذه الايام من تفشي مجتمعي واسع وخطير جدا لوباء "كورونا".. هذا التفشي يهدد جميع اللبنانيين بالموت ويفتك بالمواطنين على مختلف مستوياتهم العمرية, حاصدا المزيد من الوفيات والاصابات وصلت الى عتبة ال6000 اصابه في اليوم الواحد والعداد مستمر في تسجيل المزيد .
مشهد لبنان اليوم وهو يتخبط في هذه الازمة الوبائية الكارثية يذكرنا بالمشاهد التي وصلت عن النموذج الايطالي عندما فتك هذا الوباء بالمجتمع الايطالي وماتت الناس على ابواب المستشفيات , وكانت تتم المفاضلة حول احقيه الحصول على سرير في المستشفى او جهاز تنفس بين الشباب والطاعنين في السن ؟"..
في لبنان صرخات تتوالى ومآسي انسانية تتردد فصولها وصورها من امام المستشفيات ,سيارات اسعاف تجوب ثلاثة ارباع لبنان من اجل تامين سرير لمصاب ب"كورونا" في اي مستشفى .. مرضى يتوقفون لساعات داخل سيارات الاسعاف في "مواقف" خاصة بالمستشفيات علّهم يحظون بسرير .. لا اسرة شاغرة في اي مستشفى حكومي او خاص , اجهزة التنفس باتت نادرة , الطلب على قوارير الاوكسجين زاد بنسبة وصلت الى 150 % ..
كل ذلك يحصل في بلد منهك , متعب , ويعاني من ازمات اقتصادية وارتفاع كبير في سعر صرف الدولار لامس عتبة ال 10 الاف ليرة لبنانية , وفي ظل عجز حكومي رهيب حتى عن اتخاذ قرار صائب لمرة واحدة , وفشل باتخاذ قرار سلس بالاقفال العام حيث تتعدد اللجان والقرارات والمقررات ..والتجاذبات والمصالح سيدة الموقف .
.. في ظل هذا المشهد الماساوي لاحت خلال الساعات الماضية مبادرة اتخذتها 10 مستشفيات خاصة في لبنان , التي اصدرت "اللجان الطبية" فيها بياناً دعت فيه إلى "العمل بشكل فوري على تحويل مُستشفيات بكليتها لاستقبال مرضى كورونا (تحديدا تلك التي لديها البنية الهندسية والكوادر اللازمة) بحسب خطة تحمي المُستشفيات التي تقدم الرعاية لمرضى الحالات السرطانية والحالات الطارئة القلبية والجراحية", و"تسهيل وتيسير الاعتمادات لشراء المعدات الطبية والأدوية الضرورية والمُستجدة ولتأمين مُستلزمات الوقاية الكاملة للجسم الطبي والتمريضي" . كما طالب البيان "بوقف العمل الطبي إلا للحالات الطارئة لتفريغ جميع الطاقات لمعالجة مصابي «كورونا» ..وغير ذلك من بنود .
اسئلة عديده تدور اليوم في فلك المستشفيات الحكومية من بينها "لماذا لا يتم تحويل جميع المستشفيات الحكومية في لبنان .. الى مستشفيات تعالج مرضى كورونا فقط .. ويتم تحويل المرضى الذين يعالجون فيها وتوزيعهم على سائر المستشفيات الخاصة في لبنان" ؟.
ولماذا لا يفتتح "المستشفى التركي التخصصي للحروق والطوارىء" في عاصمة الجنوب صيدا علما , انه مجهز وتم مؤخرا تشكيل لجنة جديدة لادارته والاشراف عليه .. وبقيت ابوابه موصدة لغاية اليوم بالرغم من التحذيرات المتكررة من وصول المشهد اللبناني الى اكثر قتامة وسوداوية من المشهد الايطالي في ظل مخاوف من ان ياتي يوم ويموت فيه مرضى "كورونا" على الطرقات الى لبنان لان لا يوجد مستشفى خاصة او حكومية باستطاعتها استقبالهم ..
وهناك مطالبات بفتح "المستشفى التركي" اليوم قبل الغد , ولو مؤقتا نظرا للحاجة الماسة اليه هذه الايام , لاستقبال المرضى العاديين الذين يعالجون في مستشفى صيدا الحكومي لتحويله الى مستشفى خاص ب"كورونا" .. اذا لم يكن هناك من امكانية لفتح "التركي" لمرضى "كورونا" وفقا لرغبة الحكومة التركية التي تمنت حصر استخدامه للحروق والطوارىء فقط ..
علما ان مدير المستشفى الحكومي في صيدا الدكتور احمد الصمدي كان قد اعلن قبل ايام بانه لم يعد هناك من سرير شاغر في القسم المخصص ل"كورونا" , وان عدد المرضى الذين تجري معالجتهم حالياً وصل الى نحو 40 مريضاً موزعين بين العناية الفائقة - قسم الطوارىء والغرف المخصصة ل"كورونا"..وهي في معظمها حالات حرجة وهذه اقصى قدرة استيعابية للمستشفى حالياً .
اشارة الى ان مستشفى صيدا الحكومي والمستشفيات الخاصة في المدينة التي افتتحت اقساما داخلها لمعالجة مرض "كورونا" تشهد المزيد من الضغط يوميا لاستقبال مرضى "كورونا".. الا انها تبقى عاجزة عن استقبال اي مريض, لان لا سرير شاغر فيها؟ .. وذلك امام تزايد عدد الاصابات وتفشي الوباء في كل المناطق اللبنانية ، وضمنها صيدا ومنطقتها.
وكانت غرفة عمليات "إدارة الكوارث والأزمات" في "اتحاد بلديات صيدا الزهراني" قد حذرت من أن "القدرة الاستيعابية لمستشفيات صيدا لاستقبال حالات” كورونا” أصبحت حرجة جدًا"، في وقت يواصل فيه عداد الاصابات بالوباء الإرتفاع، إذ سجّل الأسبوع الجاري في نطاق اتحاد بلديات صيدا - الزهراني 281 إصابة مقابل 260 الأسبوع الفائت كما يتم متابعة ٨١٧ حالة نشطة، إضافة الى حالتيْ وفاة.