محمد صالح
يعمل في مهنة صيد السمك في صيدا نحو 300 صياد وبحري لبناني وفلسطيني على 150 مركب صيد ... وفي هذه الايام انعكست الأزمة الاقتصادية سلباً على هذا القطاع بسبب ارتفاع أكلاف الصيد ومستلزماته قياسا لإرتفاع سعر صرف الدولار مضافاً الى ذلك ازمة كورونا وتداعياتها ، وتحكم الطقس شتاءً بعملهم لتمضي ايامهم بين عمل يوم أو اثنين وتعطيل لأيام ..
ويشير معظم الصيادين الى ان كل شيء ارتفع سعره وكلفة ادوات الصيد زادت 7 و8 أضعاف ، وكل شيء بالدولار " زيت المحركات للمراكب ، الشباك وغيرها ". كنا نشتري قطعة الشباك بـ 30 الف فأصبح ثمنها 200 الف .. اي ان الشباك التي كانت تكلف 165 الفا اصبحت اليوم تكلف اليوم مليون ومائة الف ليره ..
ولكن ابناء عاصمة الجنوب صيدا ومعظم الذين يترددون هذه الايام على "ميرة صيدا" (سوق بيع السمك بالمزاد) لشراء السمك الطازج يخرجون بانطباع وحيد بان السمكة البلدية غالية الثمن وسعرها مضاعف ولا شيء رخيص متهمين الصيادين بانهم رفعوا اسعارهم لدرجة لا تحتمل ..
ولكن للصيادين راي مختلف تماما عن راي من يتهمهم برفع اسعار السمكة البلدية متسائلين "لماذا تسليط الضوء على اسعار السمك الطازج في ميرة صيدا .. فليسلطوا الضوء على الدولار الذي اصبح بتسعة الاف ليرة ، ولينظروا الى اسعار السمك في بعض محال "السوبرماركت" الكبرى، وليحكوا عن المواد الإستهلاكية والسلع الغذائية التي ارتفعت اسعارها اضعافا مضاعفة.. ليحدثوا عن جشع بعض التجار ومن يسرقون الناس .. اما تسليط الضوء على صياد السمك فقط فهذا امر غير مبرر اطلاقا .. وعلى كل حال كان الله بعون الصيادين ..
من جهته رئيس نقابة الصيادين نزيه سنبل رد مفندا اسباب ارتفاع اسعار السمك البلدي الطازج قائلا " ان اتهام الصياد برفع اسعار السمك ..فهذه تهمة باطلة ، فصيادي الأسماك هم من أكثر الشرائح الاجتماعية معاناة سيما من الضائقة المعيشية ، ومن يتهمهم برفع أسعار السمك , عليه قبل ذلك ان "يتفضل" ويأتي ليرى كيف يعيش الصياد وفي اية ظروف يعمل ، وكيف يؤمن لوازم الصيد وبأية أسعار .. كل شيء اصبح بسعر صرف الدولار في السوق السوداء "الشبك والفلين والنايلون والحبال والصنانير " وما كان ثمنه 15 الف ليرة اصبح بـمئة ومائتي الف . واذا كانوا يريدون منا ان نبيع السمك بأسعارها السابقة فليعيدوا للعملة اللبنانية قيمتها او فليؤمنوا لنا مستلزمات الصيد كما كان ثمنها في السابق عندها نحن مستعدون أن نبيع كيلو السمك بعشرة آلاف ليرة" .
وتابع سنبل قائلا" فلينظروا لـ"عيشة " الصياد ، وكيف يخرج احيانا في عواصف الشتاء وحياته على كفه ، وأحياناً يبقى اسبوعاً لا يستطيع الإبحار اذا ارتفعت الأنواء ولا يجد ما يعيل به عائلته ، لأنه ليس موظفا ينتظر راتبه في آخر الشهر. الصياد على باب الله ويعيش كل يوم بيومه ، فلا يزايدوا عليه".
..اشارة الى ان صيادي الأسماك في المدينة يعبرون بين الحين والاخر عما يعانون منه ان كان بالنسبة لاوضاعهم طالبين المعنيين في المدينة بالنظر بظروفهم الاجتماعية والمعيشية او بالنسبة لمن يتهمونهم برفع اسعار السمكة البلدية الطازجة".
مساعدة مالية
ومؤخرا قدّم أحد فاعلي الخير في المدينة بمسعى من النائب بهية الحريري مساعدات مالية للصيادين وقد جرى تسليمها في مقر النقابة قبالة مرفا الصيادين حيث استغربوا ما وصفوه بـ"الحملة" عليهم وردوا على اتهامهم برفع اسعار السمك بعرض للواقع الذين يعيشونه .
وتوجه سنبل بالشكر الى النائب بهية الحريري وقال"نحن نشكر صاحبة هذه المبادرة الخيرة ونشكر السيدة أم نادر وليس جديداً عليها أن تبادر تجاه الصيادين فهي دائماً تذكرنا بكل خير ومساعدة بما فيها مساعدات على مدار السنة لتغطية بدل رسوم الميكانيك والرخص السنوية لمراكب الصيد " .
كما شكر سنبل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي على دعمه الدائم للصيادين ومساعدته لهم سنوياً بمبلغ 11 مليون ليرة ، وكذلك مبادراته عند تعرض مراكبهم او شباكهم لأية اضرار من العواصف ونحن نشكر كل يد امتدت وتمتد لمساعدة الصيادين ونقابتهم ".
وختم قائلا "حاليا نتواصل مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي على اساس انهم يريدون تقديم مساعدات متل رافعة "ونش" لرفع مراكب الصيد الى رصيف الميناء، هناك ايضا مشروع لتأهيل المسمكة يدرس على نار حامية ".