محمد صالح
تحولت المنازل في العديد من البلدات والقرى الجنوبية الى ما يشبه القنابل الموقوته بسبب قيام المواطنين بتخزين مادة البنزين في بيوتهم جراء الانقطاع الدائم لهذه المادة وفقدانها من الاسواق .. وما ان يعلم المواطن ان هذه المحطة او تلك فتحت ابوابها امام السيارات وبدأت ببيع البنزين حتى تختفي بسرعة هائلة بسبب التهافت الكثيف عليها سواء بواسطة السيارات او تعبئتها ب"غالونات" بلاستيكية بحجج كثيرة ومنها انقطاع السيارة او الدراجة النارية من البنزين.
وفيما يحمل البعض اصحاب المحطات المسؤولية عما وصل اليه المواطن بسبب قيامهم باخفاء مادة البنزين وبيعها بالقطارة نظرا للاستفادة من ارتفاع ثمنها الدائم بقصد الربح اكثر... في المقابل فان اصحاب المحطات ينفون ذلك و يشكون بدورهم من قيام البعض بتعبئة البنزين داخل الياتهم ليقوموا فيما بعد بافراغها وتخزينها في المنازل خوفا من انقطاعها المستمر وهذا الامر دونه مخاطر كبيره على حياتهم وحياة عائلاتهم.
ويعرب المواطن محمد مشلب عن اسفه للحالة التي وصل اليها المواطن اللبناني من حالة الطمع والجشع على حد تعبيره وسعيه الى المتاجرة بكل شيء , معتبرا ان المواطن هو نفسه من يستطيع ان يوسع من هوة الازمة او تحجيمها فبدل ان يقوم بتعبئة عدة غالونات للمتاجرة بها او تخزينها في المنزل وهذا من شأنه ان يخلق ازمة , بينما المفترض به ان يأخذ حاجة سيارته او دراجته النارية .
مشددا على انه ليس هناك من داع للتخزين كي لا نتسبب بازمة وحصول مشاكل كما يحصل داخل السوبرماركات من تضارب على كيس ارز او سكر وغيره من المواد الغذائية المدعومة.
من جهته يحمّل هشام عامر محطات الوقود ما يحصل مؤكدا ان هذه الازمة مسؤول عنها مئة بالمئة اصحاب المحطات لانها هم اما مفتعلين لهذه الازمة او مشاركين بها على حد تعبيره.. ويقول عندما يأتي المواطن ويرى ان العداد شغال والمحطة غير مقفله ويقال له لا يوجد بنزين فما يعني ذلك ؟.. والسؤال هنا اذا لا يوجد بنزين فلماذا المحطة مفتوحة! والجواب واضح كي يقولون للمراقبين اذا ما حضروا اننا نقوم ببيع البنزين وهذا غير صحيح ابدا فهم مسؤولون عن جانب اساسي من جوانب هذه الازمة.
بدوره محمد شومر يحمل اصحاب المحطات مسؤولية الامتناع عن بيع البنزين ب"الغالونات" وعليهم فقط بيع البنزين للسيارات والدراجات..وليس للذين يقوم بتخزين البنزين في البيوت لان في ذلك مسؤولية وخطر ويهدد السلامه العامه.
مشيرا الى ان البنزين اصبح يباع باسعار ما يعرف بالسوق السوداء في "الغالونات" على الطرقات .
من جهته يحذر خضر عباس من ان التخزين في المنازل عبارة عن قنبلة موقوته , مستغربا كيف يمكن تخزين مواد شديدة الاشتعال داخل البيوت فمعناها انه يقوم بتفجير بيته بيده , ويؤكد بنفس الوقت على مسؤولية المحطات التي عليها ان تمتنع عن تعبئة "الغالونات" وتقتصر فقط على بيع البنزين للسيارات . لافتا الى ان من يقوم بافراغ خزان سيارته وتخزينه داخل المنزل ليقوم بتعبئته مرة اخرى هو غير مبال بسلامته ولا سلامة عائلته وبضر بالسلامه العامه.
محمود عيسى يملك دراجة نارية صغيرة وهو واحد من الذين قاموا بتعبئة غالون فيقول " نعم قمت بتعبئة غالونات بنزين واستهلكها بوقت قصير ,وانا مضطر للتخزين بسبب عملي كي لا انقطع".. ويتساءل "هل هناك بنزين متوفر باستمرار حتى لانقوم بتخزينه.. وهل المحطات لا تعطيك بأكثر من عشرين الف او ثلاثين ليرة". ويعرب عن اسفه للوصول الى ما نحن فيه لان الوضع والبلد اصبح على هذه الشاكلة".
بدورها جمعيات وهيئات اهلية وناشطين بيئيين حذروا من خطورة هذا الامر الذي يعد كارثة على حياة الناس ووصفوها بالقنبلة الموقوته داخل المنازل.. معتبرين ان مسؤولية ما يحصل هي مشتركة تقع اولا على عاتق الدولة والشركات المستورده ومن ثم محطات الوقود وصولا الى مسؤولية المواطن الذي عليه ان يتنبه لذلك.. لافتين الى ان حل هذا الامر لا يكون الا بتوفر هذه المادة كي لا يضطر المواطن الى تخزينها. اضافة الى القيام بحملة ارشادية و توعية ومراقبة للمواطنين كي لا نقع في المحظور كما حصل في بعض المناطق.