المهندس المعمار
محمد دندشلي
عطفاً على اللقاء الذي عقد بلدية صيدا قبل ايام ، للبحث في ملاحظات المهندسين والمجتمع المدني حول مشروع السوق الجديد البديل لبيع السمك وموقعه في محيط المرفأ.. يتجدد النقاش في المدينة حول إنشاء هذا السوق الجديد بهبة مالية من قبل منظمة UNDP في مدينة صيدا، في أكثر المناطق حساسية عند الواجهة البحرية للمدينة القديمة في ظل غياب المخطط التوجيهي، وعدم وضوح الرؤية الإستراتيجية لعملية التنمية.
وبغض النظر عن دراسة الجدوى الاقتصادية ودراسة الأثر البيئي للمشروع، والإطار القانوني لمرجعية إدارة المنشاءات في الأملاك العامة البحرية نؤكد على:
ضرورة التنبيه إلى حساسية التدخل في هذه البقعة بالذات من المدينة القديمة (أي في قلبها النابض) بغياب مخطط توجيهي استراتيجي لتطوير المرفأ ومحيطه، لأن أي تدخل من شأنه إن يؤثر في مستقبل المدينة التنموي، ويضعها أمام مسارين متناقضين: إما أغراق المدينة بالمزيد من المشاريع العشوائية ذات المصالح الفئوية، وإما إتباع مخطط عام يرسم المسار والوجهة التنموية التي نريدها جميعاً للمدينة.
في منطقة مرفأ الصيادين
يعتبر مرفأ الصيادين بموقعه الحاضن للمدينة مركزاً استراتيجياً للاستثمار، وعاملاً جاذباً للكثير من الأنشطة الاقتصادية ذات الطابع التجاري والسياحي، والتي يمكن ان تشكل رافعة لاقتصاد المدينة ان أحسن تخطيطها.
فالمرفأ بموقعه التاريخي الطبيعي، وقربه من القلعة البحرية، وامتداداه على الفضاء التاريخي العابق بذاكرة الصيداويين (بحر العيد)، وشموخ مبنى خان الافرنج المطل على هذا الفضاء الحالم، المعانق لتلك البيوت المتواضعة والمتلاصقة، بحجارتها الرملية العتيقة، ونوافذها الخشبية والزجاجية والتي كانت فيما مضى عيونها الساهرة ترافق الصيادين في رحلة الذهاب والإياب وتشكل لهم منارة يستدلون بها، تؤنس وحدتهم في عتمة الليل. فالمرفأ بهذا المعنى يحتل عمق الذاكرة المدينية لدى الصيداويين.
المشاكل التي يعاني منها محيط المرفأ
- حركة مرور كثيفة.
- عدم وجود مواقف للسيارات.
- انعدام المقاهي والمطاعم المطلة على البحر.
- ندرة محلات التجارة والخدمات السياحية.
يتألف المرفأ القديم من قسمين شبه منفصلين:
مرفأ الصيد – والمرفأ التجاري القديم.
1. مرفأ الصيد:
هو يتألف من:
- الحوض المائي مساحته 13850متراً مربعاً.
- الأرصفة المحيطة بالمسطح المائي من جهة الشرق والغرب والجنوب مساحتها 7150م.م
وطولها 475 متراً.
- منطقة امتداد المرفأ لجهة الجنوب مساحتها 5500م.م تحتوي على منشاءات مختلفة (ميرة السمك وبعض الغرف ومنشرة للأخشاب ومركز للأمن العام) تكاد تكون منطقة عشوائيات لانعدام التنظيم وتردي المنشاءات، وهي تمتدَّ من الطريق العام حتى حدود (الفتحة) مَسرب مياه الميناء.
- ونظراً لانخفاض مستوى هذه الأرض عن مستوى الطريق العام ما يقارب 1.7 متراً تبقى الحاجة للصيانة مستمرة لضخ المياه المستعملة والمبتذلة مما يسبب الارباك في أغلب الأوقات.
لذلك أن عملية الهدم وإعادة البناء على مستوى اعلى من الحالي يشكل الوسيلة الأسلم لبلوغ الهدف المنشود في تطوير المنطقة.
مشروع أقتراح سوق لبيع السمك مع ملحقاته
يشكل سوق بيع السمك، قطباً جاذباً لعدد من النشاطات التجارية والسياحية الرديفة، يمكن ان تساعد في تنمية المنطقة اقتصادياً وتتكامل معها، لذلك ان اقتراحنا وإصرارنا على انشاء السوق الجديد في مكانه الحالي، يندرج ضمن خطة متكاملة واضحة المعالم على كامل محيط المرفأ وصولاً الى السنسول ومنصة تفريغ البواخر، بعد انتقال الحركة التجارية الى المرفأ الجديد
• يتألف المشروع المقترح من طابقين:
• طابق أرضي يحتوي على:
- موقف للسيارات + غرف للصيادين 3000م.م
- باحة لصناعة القوارب والصيانة + 8 محلات 2500م.م
• طابق أول يضم:
- سوق لبيع السمك الطازج جملة ومفرق 450م.م
- مركز لنقابة الصيادين مع توابعه (قاعة+ مكتب+ مقهى) 200م.م
- سوق لبيع معدات ولوازم البحارة والغطاسين والرياضات المائية وخلافه 250م.م
- أكواريوم للسمك 150م.م
- مقاهي ومطاعم تطل مباشرة على الميناء 250م.م
تجدر الإشارة أنه على السلطات المعنية ونقابة الصيادين منع بيع السمك المستورد "المبرد" في محيط السوق وداخله لأن ذلك يسيء إلى سمعة السوق المحلي، واذا كان لابد من مكان لبيع السمك المستورد فليكن في محيط سوق الخضار "الحسبة" وسوق اللحوم "المسلخ".
مع التأكيد على أهمية ان يشكل بناء هذا السوق علامة معمارية فارقة تتماهى وروح المكان وتضيف جمالاً لفضاء المدينة، علينا إجراء مسابقة معمارية للمشروع للوصول إلى أفضل الحلول. وهذا كما اسلفنا يجب ان يشكل المرحلة الأولى من المخطط التوجيهي العام للمرفأ، والشيء بالشيء يُذكر .
وللموضوع تتمة...