محمد صالح
القطار الانتخابي انطلق ولا عودة الى الوراء , العد العكسي بدأ وانتخابات اللبنانيين المغتربين المقيمين في البلاد العربية واوروبا واميركا وفي العالم قد انتهت وحصيلة اقلام الاقتراع في طريقها الى بيروت .
وابتداء" من اليوم تنطلق الماكينات الانتخابية لكافة المرشحين الجدّيين الى الانتخابات النيابية في كل لبنان في ورشة عمل ضخمة جدا استعدادا للمنازلة الانتخابية في 15 ايار ..
صيدا
والوقائع الميدانية اليومية لتلك "المنازلة" تتجلى وتظهر بشكلها الواضح في دائرة صيدا – جزين التي ستشهد "ام المعارك الانتخابية" الكبرى في لبنان .. خاصة في صيدا وهي محصورة بين المرشحين "الاقوياء الاربعة" الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري والمهندس نبيل الزعتري والمهندس يوسف النقيب .
.. ومع ان فوز الدكتور اسامة سعد محسوم بنسبة كبيرة جدا وفق معظم المعطيات الانتخابية.. لكن هي معركة "اقوياء" في هذه الدائرة والمنافسة ربما تصل حتى الى "الصوت الواحد" .. وكل مرشح منهمك هذا الاسبوع ب"جوجلة" حصاد ما جناه خلال الاشهر والاسابيع الماضية .. فانصرفت الماكينات الانتخابية بتقديم جردة احصائية لنتائج جولاتهم ولقاءاتهم , يعدّون الاصوات يجمعونها , يبحثون عن الثغرات ان وجدت لتفاديها , يضعون لوائح الشطب امامهم يمحّصونها تمحيصا, إسما إسما , عائلة عائلة , حي حي , وصولا الى اخر بيت في لبنان تقيم فيه عائلة صيداوية .
كل مرشح من "الاقوياء الاربعة" في صيدا مع اللوائح و"الماكينات الانتخابية" التي تم تجهيزها وإعدادها لخوض معركة "اثبات الوجود" كل من منظار مختلف .
فبالنسبة للنائب سعد والدكتور البزري هي معركة "المزاج الصيداوي" لإثبات "قرار المدينة المستقل" واعلان مرجعيتها السياسية بنفسها ,وكسر احزاب السلطة ومنظومة الفساد.. هي معركة الارادة الصيداوية ..
لكل من سعد والبزري ماكينة انتخابية خاضت معارك نيابية وبلدية خلال كل الفترات السابقة واثبتت نجاعتها..علما ان ما يتردد من اصداء مصدره "الماكينة الانتخابية" للدكتور البزري ترجح فوزه بالمقعد النيابي بعد ان حسمت النتيجة لمصلحته باكرا !!.
اما بالنسبة للمهندس نبيل الزعتري هي معركة تكريس نهج الاعتدال والانفتاح الصيداوي على كل الجنوب وجزين ولبنان, ومن اجل ابقاء اية رئة ممكن ان تتنفس منها مدينة صيدا مفتوحة مع محطيها الاقرب والابعد حرصا على المدينة ومصلحة اهلها ودورها اولا واخيرا ..
المهندس الزعتري يخوض المعركة ك"مستقل" مدعوم من "ماكينة انتخابية" مجربة ولا يستهان بها ولا بقدراتها التجييرية وتخوض المعركة لإثبات قوة وجودها وحضورها وتأثيرها في المعادلة الصيداوية وبناخبين صيداويين من خلال هذه الانتخابات .
اما المهندس يوسف النقيب فهو مجرب ايضا في المعارك الانتخابية "الحامية" عندما كان على رأس الماكينة الانتخابية ل"الحريرية السياسية" التي عملت في المدينة لصالح النائب بهية الحريري.. لكنه اليوم يخوضها بنفسه بهدف حفظ "الإرث والتركة السياسية المستقبلية" وعدم تناتشها وتشتتها وضياعها , او اعتبارها لقمة سائغة لهذا المرشح او ذاك .
المهندس النقيب يخوض المعركة وعينه على الفوز بالمقعد النيابي لتسليم "الامانة" الى اصحابها في صيدا اي الى النائب بهية الحريري عند اي استحقاق مقبل بعد قرارها بعدم المشاركة في هذا الاستحقاق التزاما بقرار الرئيس سعد الحريري .
والمهندس النقيب يواصل حملته الانتخابية دون اي هوادة او تراجع .. بالرغم مما يتعرض له من حملة في صيدا ترفض تحالفه مع اي مرشح محسوب او مدعوم او منتمي الى حزب "القوات اللبنانية" .. لاسباب تتعلق بما ارتكبته "القوات" من اعمال خطف واغتيال وتنكيل بصيداويين خلال مرحلة الاجتياح الاسرائيلي 1982 – 1985 .
هذه الحملة تكررت للمرة الثانية في صيدا خلال الساعات الماضية ويخوضها بوجهه "الحزب الديموقراطي الشعبي" من خلال ملصقات وشعارات تدعو الى رفض اي تحالف مع اي مرشح ل"القوات اللبنانية" في صيدا .
الجماعة
وفي مطلق الاحوال يبقى الرهان في انتخابات عاصمة الجنوب صيدا على "الجماعة الاسلامية" التي من المقرر ان تعلن موقفها خلال الساعات المقبلة وبأي اتجاه سيصب "صوت ناخب الجماعة".. لكن يبقى السؤال مطروح عن "قدرة الجماعة التجييرية" لصالح هذا المرشح ام ذاك بغياب "الاصيل" ؟.
جزين
اما في جزين فتلك المنازلة حاصلة على المقعد الماروني الثاني بعد ان حسم المرشح النائب الحالي ابراهيم عازار لائحة "الاعتدال قوتنا" مقعده باكرا وتربع عليه دون اي منافس مع فارق شاسع بعدد الاصوات بينه وبين اي مرشح اخر.. خاصة بعد المعلومات التي تتردد اصداؤها الايجابية في كل مدينة الشلال جزين بأن النائب عازار قد تمكّن خلال الايام القليله الماضية من تعديل "المزاج الجزيني" (المسيحي تحديدا) لمصلحته بنسبة كبيرة ولافتة جدا ان في مدينة جزين نفسها او في ساحلها ..وتم رصد حركة لقاءات واتصالات وزيارات وجولات لعازار في كل جزين ومنطقتها والقضاء.
وباتت المنافسه على المقعد الماروني الثاني محصورة داخل اللائحة الواحدة اي بين كل من النائب الحالي زياد اسود والمرشح امل ابو زيد "التيار الوطني الحر" مع ارجحية فوز النائب اسود على منافسه التقليدي ابو زيد .. علما ان معارك صامته وقوية جدا تدور رحاها بين الاثنين .
وتبقى المنافسة قائمة على المقعد الكاثوليكي بين المرشحين سليم خوري (الوطني الحر) وغادة ايوب "مستقلة" مدعومة من "القوات اللبنانية" .. وحسم نتيجة هذا المقعد رهن الحواصل الانتخابية لكلا اللائحتين المتنافستين .